-->

الاطار العام للحملات الانتخابية

مقدمة :
تعتبر الحملة الانتخابية العملية التي يتم بموجبها تنظيم حملة دعاية انتخابية (سواء لحزب، أو مرشح، أو منظمة ذات مصلحة خاصة) وتسعى للحصول على دعم من الجمهور للفوز بمنصب سياسي.
وفترة الحملة الانتخابية هي الفترة السابقة مباشرة للانتخابات. والكثير من البلدان تختار تحديد فترة حملة إنتخابية معينة حيث يجري خلالها سريان تطبيق قواعد وقوانين خاصة على الأحزاب والمرشحين ووسائل الإعلام. وفي واقع الأمر، فإن الحملة الإنتخابية للترشح لمنصب عام يتم إجراؤها عادة لمدة أطول من الوقت المقرر في البرنامج الإنتخابي. وفي بلدان أخرى فإنه لا توجد أي قوانين أو أنظمة على الإطلاق لتحديد فترة واضحة للحملة الإنتخابية.
وفي بعض البلدان، فإن هناك بعض الأنظمة تحدد فترة "حملة دعاية إنتخابية صامتة"، أو إطار زمني أو عدد محدد من الأيام قبل الإنتخابات مباشرة لا يسمح خلالها بإجراء أية دعاية إنتخابية. وهذا النظام قد يقتصر فقط على الدعاية المرئية، مثل التلفزيون أو السينما.
وهناك العديد من القضايا الإنتخابية قد تؤثر في عدالة ونزاهة الإنتخابات. وتشمل هذه توقيت الحملة الإنتخابية ، والقدرة على القيام بالحملة بحرية، وحيادية موظفي الإنتخابات خلال الحملة، وضمان الأمن للمشاركين في الحملة، وحرية الإتصال مع وسائل الإعلام.
فقد تتفاوت الحملات الإنتخابية وتختلف فيما بينها في بلدان مختلفة وبين الفترات الإنتخابية. وهناك العديد من العوامل التي تؤثر في طبيعة الحملة الإنتخابية، بما في ذلك نوع المنصب السياسي الذي تجرى من أجله الإنتخابات؛ وتشمل هذه الإطار القانوني التشريعي للحملات الإنتخابية (مثل القوانين الإنتخابية)، والعادات الثقافية، والإتصال مع وسائل الإعلام؛ والأنظمة الإنتخابية والحزبية، الخ. كما تتأثر إستراتيجيات الحملات الإنتخابية من جهة بالسياق السياسي الذي تجرى فيه الحملات الإنتخابية، ومن جهة ثانية، فإنها تتأثر بالأحزاب السياسية التي تجري الحملة الإنتخابية. 
 وتتفاوت الحملات الإنتخابية بصورة كبيرة حسب نوع النظام السياسي. ويميل النظام الرئاسي لتشجيع الحملات المرتكزة على المرشح، في حين أن الأنظمة البرلمانية تفضل الأحزاب السياسية وبصورة عامة فإن الفيدرالية تميل إلى تشجيع الحملات غير المركزية ، في حين أن الأنظمة السياسية المركزية تقود إلى إجراء حملة إنتخابية وطنية.
وقد يؤثر تصميم النظام الإنتخابي في الطريقة التي يجري بها حزب ما حملته الإنتخابية، وفي الطريقة التي تتصرف بها النخب السياسية. وقد يعمل النظام الإنتخابي، مثلاً، على تحديد المناخ السياسي الأوسع، أو تشجيع المنافسة الفظة بين الأحزاب، أو تعزيز إنشاء تحالفات بين الأحزاب.  كما قد يشجع تصميم النظام السياسي الأحزاب بحيث تصبح مرتكزة على قواعد عريضة وإستيعاب مفاهيم متنوعة بشكل كبير. ويقال أن أنظمة قوائم التمثيل النسبي، حيث يختار الناخبون فيها بين الأحزاب والبرامج السياسية، بأنها تولد مركزية الحملات الإنتخابية. كما أنها تشجع الأحزاب لإجراء حملات إنتخابية خارج حدود الدوائر الإنتخابية التي يعتبرون أنهم أقوياء فيها ، لأن الأحزاب السياسية تهدف إلى زيادة مجموع الأصوات الكلية التي يحصلون عليها بغض النظر عن المكان الذي تأتي منه تلك الأصوات.
ومن جهة أخرى، فإنه في أنظمة الأغلبية، فإن الناخبين يميلون للإختيار من بين المرشحين بدلاً من الإختيار من بين الأحزاب والبرامج. وفي النظام المتعلق بدائرة  إنتخابية بمرشح وحيد، تميل الحملة الإنتخابية فيها للتركيز على المرشح الخاص لديها، وحملته الإنتخابية والقضايا المتعلقة بتلك الدائرة.
كما أن نوع النظام الحزبي قد يؤثر أيضاً في إستراتيجيات الحملة الإنتخابية للأحزاب السياسية. وفي الأنظمة ثنائية الأحزاب، والتي عادة ما تتطور وتنشأ من أنظمة الأغلبية، فإن الحملة عادة ما تكون تنافسية بشكل كبير، وتتنافس فيها الأحزاب للحصول على الأصوات الهامشية من أجل الفوز بالأغلبية.
 وفي الأنظمة متعددة الأحزاب، من جهة ثانية، (والتي تنشأ عادة من أنظمة تمثيل نسبي)، فإن الأحزاب لا تضطرعادة للتنافس على الأصوات الهامشية، لأن تلك الأصوات غير حاسمة لمقاعد الأحزاب في البرلمان. ولكن في نفس الوقت، فإن الأحزاب الرئيسية قد تتنافس بحدة بالغة بين بعضها البعض في أنظمة التمثيل النسبي، وخاصة إذا كانت الأحزاب تشكل كتلاً متقابلة أو متعارضة وتحالفات قبل الإنتخابات،كما أن توفر التمويل للحملات الإنتخابية قد يقررجزئياً طبيعة الحملة الإنتخابية، وخاصة مهنية وتخصصات الحملات الإنتخابية.
ومن كل هذه المعطيات حول الإنتخابات والحملات الإنتخابية التي تنظمها هاته الهيئات ومن منطلق أخلاقية العمل السياسي،كسؤال إشكالي لموضوع بحثنا:
أي دور  تقوم به الحملة الإنتخابية للحصول على الأغلبية و الفوز بالإستحقاق؟
وللإجابة على هذه الإشكالية إرتأينا أن نقسم موضوع البحث إلى مبحثين إثنين كما يلي :

المبحث الأول :       الإطار المفاهيمي للحملات الإنتخابية و الأنظمة المؤطرة لها.
المبحث الثاني :        الوسائل المستعملة في الحملات الإنتخابية.


المبحث الأول :  الإطار المفاهيمي للحملات الانتخابية والقوانين المؤطرة لها.
عمل المغرب على فرض قوانين تؤطر العمليات الانتخابية من البداية حتى الإعلان عن النتائج، وعلى اعتبار أن الانتخابات متنوعة ( الانتخابات الجماعية والجهوية، والانتخابات التشريعية) من المفروض وجود اختلاف في القوانين المؤطرة لها، من هنا فمبحثنا سيكون في مطلبه الأول حول التعريف بالحملة الانتخابية والانتخابات. ثم سنتناول في المطلب الثاني القوانين والظوابط المؤطرة للحملات الانتخابية.
المطلب الأول :  مفهوم الحملات الانتخابية .
يثير موضوع الانتخابات وحملاتها اهتماما لدى الباحثين في مجال الشأن العام كونها احد ابرز مجالات المشاركة السياسية التي تتم في إطار محددات وضوابط تفرضها بيئة النظام السياسي السائد. وتعتبر المشاركة السياسية من المرتكزات الأساسية للنظام الديمقراطي. باعتبارها مؤشرا لسيادة قيم الحرية والعدالة والمساواة في المجتمع فهي المعيار لتقييم فعالية النظام السياسي والمجتمع الموجود فيه .
وبناءا على ذلك سيتم من خلال هذا المطلب معالجة المفاهيم التي تقوم عليها المشاركة السياسية بشكل مباشر من خلال الانتخابات وحملاتها. وذلك وفقا لفرعين الأول يتناول مجموعة من النماذج النظرية المفسرة لمفهوم الانتخابات أما الفرع الثاني نتطرق فيه لمفهوم الحملات الانتخابية
الفرع الأول :  تعريف  الانتخاب .
يعد الانتخاب دعامة أساسية لنظام الحكم الديمقراطي باعتباره وسيلة للمشاركة في تكوين المجالس النيابية التي تستمد وجودها واستمراريتها من الإرادة الشعبية مما يبين أن الانتخابات وسيلة للاتصال بين الحكام والمحكومين .
ويعرف Jean Paul Gharny الانتخاب بأنه ممارسة حق الاختيار على نحو تتسابق فيه الإرادات المؤهلة لتلك الممارسة[1]
 يتضح من خلال هذا التعريف ان الانتخاب عمل جماعي ومشروط ويخول ممن يستوفي شروطه الحق
في الاختيار .

ويعرف ميشيل روش  فيليب ألتوف  الانتخابات بأنها عبارة عن وسائل الاختيار بين بديلين أو أكثر من خلال إبداء الأصوات وتختلف عملية الانتخابات من موقف لأخر طبقا لثلاث تساؤلات  من  الذي ينتخب .ينتخب من . كيف تتم عملية الانتخاب [2]
من خلال هذا التعريف يتبين أن الانتخاب هو عملية مفاضلة بين عدة أشخاص أو برامج وأن العملية الانتخابية متغيرة طبقا لظروف ومواقف معينة.
في حين يعتبر ريتشارد  روز ( R. Rose) الانتخابات ظاهرو معقدة فهي أكثر من أن تكون مجرد تجميع بسيط للتفضيلات الفردية لأحزاب معينة دون أخرى وتعكس مدى واسع من المتغيرات المؤثرة وعلى هذا يجب الأخذ في الاعتبار تأثير الخصائص الاجتماعية على القائم بالتصويت بل والدور الذي تؤديه الترتيبات المؤسسية مثل قوانين الانتخاب [3]
وتعرف الانتخابات بأنها مجموعة من الإجراءات والأعمال القانونية والمادية التي تؤدي بصورة رئيسية إلى تعيين الحكام من قبل أفراد الشعب . وهي بهذه الصفة حق من الحقوق السياسية للمواطن [4]
ومن خلال هذه التعريفات لمفهوم الانتخاب نمر إذن لبسط مصطلح الحملات الانتخابية .
الفرع الثاني :  تعريف  الحملات الانتخابية.
تعرف الحملة الانتخابية بأنها تلك الفترة الزمنية التي يحددها المشرع بغية تقديم البرامج الحزبية في الانتخابات للمواطنين بحيث يتضمن برنامج كل حزب مشارك في الانتخابات تشخيصا دقيقا للقضايا والاكراهات التي يمر منها البلد مع إعطاء حلول لمختلف هذه القضايا [5].
كما تعرف أيضا بأنها مجموعة من الأنشطة السياسية التي تشمل الاجتماعات والخطب والمسيرات والاستعراضات ومواكب السيارات وغيرها من المناسبات المنظمة إضافة الى استخدام وسائل الإعلام بغية إخبار المواطنين بالبرامج الحزبية او التعريف بالمرشحين حشدا للدعم الانتخابي[6].
وكذلك تعتبر الحملات الانتخابية هي طريقة تحضير المرشحين والأحزاب السياسية لأفكارهم ومواقفهم بشان القضايا . وعرضها على الناخبين في الفترة السابقة ليوم الانتخاب فيستخدم المرشحون مجموعة متنوعة من التقنيات لبلوغ الناخبين ونقل رسائلهم اليهم بما في ذلك من خلال وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي والمناسبات العامة والمواد المكتوبة أو غيرها من الوسائل .
ونظرا للأهمية التي تكتسيها الحملة الانتخابية في تأثيرها على الناخبين في توجهاتهم فان المشرع المغربي جعل هذه الحملة الانتخابية خاضعة لمجموعة من النصوص القانونية بغية الوصول إلى انتخابات حرة نزيهة وشفافة من خلال النص على مقتضيات تضمن المساواة بين الأحزاب والمرشحين وتشجع على حياد السلطة الإدارية ولأجل ذلك نص الفصل 11 من دستور المملكة المغربية لسنة2011 على أن الانتخابات الحرة النزيهة والشفافة هي أساس مشروعية التمثيل الديمقراطي وان السلطات العمومية ملزمة الحياد التام إزاء المرشحين وبعدم التمييز بينهم يحدد القانون القواعد التي تضمن الاستفادة على نحو منصف من وسائل الإعلام العمومية والممارسة الكاملة للحريات والحقوق السياسية المرتبطة بالحملات الانتخابية وبعملية التصويت [7].
وانطلاقا من هذا الفصل 11 من الدستور سوف نقوم ببسط مجموع من المقتضيات القانونية المتعلقة بتاطير الحملات الانتخابية وذلك في المطلب الموالي .
المطلب الثاني : القوانين المرتبطة بالحملات الإنتخابية :
لتكون العملية الإنتخابية مبنية على التنافس الشريف وتكافئ الفرص،حددت القوانين المتعلقة بالإنتخابات مجموعة من الضوابط القانونية يتعين إحترامها.فلقد أصدرت وزارة العدل و الحريات دليلا سنة 2015 جمعت فيه كل القوانين المؤطرة لجميع المراحل التي تهم العملية الإنتخابية لتبرز دور القضاء في المواكبة التي تقوم بها لأجل هذه العملية،هذا بالإضافة إلى تجميعها لكل العمليات الإنتخابية الخاصة بإنتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية و أعضاء الغرف المهنية و أعضاء مجلس المستشارين.
- ضوابط الحملة الإنتخابية المشتركة بين جميع أنواع الإنتخابات :
تتم الحملة الإنتخابية وفق الضوابط الأتية :
1- الإجتماعاتالإنتخابية تعقد وفق الشروط المحددة في ظهير 15 نونبر 1958 المتعلق بالتجمعات العمومية.
2- الدعية الإنتخابية تطبق عليها أحكام ظهير 15 نونبر 1958 المعتبر بمثابة قانون الصحافة و النشر[8].
3- يخضع تعليق الإعلانات الإنتخابية التي تقوم بها الأحزاب السياسية والمترشحون إلى ضوابط حددها القانون حسب طبيعة كل إنتخاب وفق ما يلي :

- فيما يخص إنتخاب أعضاء مجلس المستشارين،فتطبيقا للقانون التنظيمي رقم 28.11 المتعلق بمجلس المستشارين[9] خاصة أحكام المادتين 33 و 34 منه تتولى السلطة الإدارية المحلية في كل جماعة أو مقاطعة تعيين أماكن خاصة تعلق بها الإعلانات الإنتخابية و تخصص في كل هذه الأماكن مساحات متساوية للوائح و المترشحين،مع الإشارة إلى أن عدد الأماكن المخصصة وعدد الإعلانات الإنتخابية وحجمها و مضمونها يحدد بمرسوم بإقتراح من وزير الداخلية.
وفي هذا الإطار صدر مرسوم تحت رقم 2.15.453 بتاريخ فاتح يوليوز 2015 يتعلق بالأماكن الخاصة بتعليق الإعلانات الإنتخابية بمناسبة اعضاء مجلس المستشارين.وقد حدد الاماكن المخصصة لتعليق الإنتخابات في مكان واحد لكل لائحة ترشيح أو مترشح،حسب الحالة بكل واحد من الأماكن التالية :
* مقر ولاية الجهة.
* مقر المجلس الجهوي.
* مقر العمالات والأقاليم وعمالات المقاطعات الواقعة في النفوذ الترابي للدائرة الإنتخابية المعينة.
* مقر الجماعات و المقاطعات الواقعة في النفوذ الترابي للدائرة الإنتخابية المعينة(المادة1).
وحدد المرسوم المذكور الحجم الاقصى للإعلانات في 42 على 59.4 سنتمتر(حجم أ2).وفيما يخص العدد فقد تم التنصيص على جواز تعليق ثلاث إعلانات إنتخابية لكل وكيل لائحة ترشيح أو مرشح على الأكثر في الأماكن المشارإليها أعلاه على ألا تتجاوز حجم كل واحد من هذه الإعلانات الحجم المذكور،وتشمل الإعلانات الإنتخابية على كل بيان من شأنه التعريف بالمرشحين أو ببرامحهمالإنتخابية مع مراعاة أحكام المادة 118 من القانون رقم 57.00(المادة2).
- أما فيما يخص إنتخاب أعضاء مجالس الجماعات و المقاطعات و إنتخاب أعضاء المجالس والجهات،فتطبيقا للقانون التنظيمي رقم 59.11 المتعلق بإنتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية خاصة أحكام المادتين 35 و 36 كما تم تغييره بالقانون التنظيمي رقم 34.15 الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.90 بتاريخ 16 يوليوز 2015(ج.ر.ع 6380 بتاريخ 23 يوليوز 2015،الصفحة 6714) فغن أماكن تعليق الإعلانات الإنتخابية أصبحت حرة كأصل،بإستثناء الأماكن التي يمنع التعليق بها والمحددة بموجب المادة الأولى من المرسوم رقم 2.15.578 المتعلق بتحديد الأماكن الخاصة بتعليق الإعلانات الإنتخابية بمناسبة إنتخاب أعضاء مجالس الجماعات و المقاطعات و إنتخاب أعضاء المجالس و الجهات،فيما يلي :
* أماكن العبادةوملحقاتها.
* الاضرحة و الزوايا و أسوار المقابر.
* المباني الحكومية و المرافق العمومية والمؤسسات العمومية للتكوين المهني والمرافق الإجتماعية والرياضية والثقافية غير الإدارية.
* المأثر التاريخية و الأسوار العتيقة.
* محطات الربط بشبقات الهاتف النقال.
* أعمدة التشوير الطرقي،اللوحات الإشهارية التجارية.
* الأماكن التي يمكن أن تعرض السلامة العمومية للخطر.
هذا،وفي حالة خرق المنع المذكور تقوم السلطة الإدارية المحلية تلقائيا أو بناءا على شكاية بتوجيه تنبيه لوكيل اللائحة أو المترشح المعني بجميع الوسائل القانونية من أجل إزالة الإعلان داخل أجل أقصاه 24 ساعة من تاريخ التنبيه أو عند الإقتضاء من تاريخ تقديم الشكاية.وفي حالة عدم قيامه بذلك تقوم السلطة المحلية على بإزالته على نفقته(المادة 2 من المرسوم المذكور أعلاه).
ونص المرسوم على أن إعداد الإعلانات الإنتخابية يتم في شكل لوحات من الورق المقوى أو غيره من المواد أو في شكل ملصقات أو لافتات يجب أن لا يتعدى حجمها 84.1 على 118.9 سنتمت.مع حصر تعليقها بمقرات الفروع المحلية للأحزاب السياسية و الأماكن التي إتخذها وكلاء اللوائح المترشحون كمقرات لحملاتهم الإنتخابية على صعيد الدوائر الإنتخابية بمعدل مكانين إثنين لكل مرشح(المادة 3).
وفيما يخص مضمون الإعلانات الإنتخابية،فإن المرسوم يوضح البيانات التي يمكن تضمينها في الإعلانات الإنتخابية كالتعريف بالمرشحين وببرامجهم و إنجازاتهم و كذا صورهم و رمزهم الإنتخابي وشعار حملاتهم الإنتخابية فضلا عن إخبار العموم بإجتماعاتهمالإنتخابية(المادة 4).
4- يمنع أن تتضمن الإعلانات غير الرسمية التي يكون لها غرض أو طابع إنتخابي وكذا برامج المرشحين ومنشوراتهم اللونين الأحمر أو الاخضر أو الجمع بينهما[10].
5- يمنع أيضا تسخير الوسائل والأدوات المملوكة للدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وشبع العامة في الحملة الإنتخابية للمرشح بأي شكل من الاشكال،بإسثناء أماكن التجمعات التي تضعها الدولة والجماعات المحلية رهن إشارة المرشحين و الأحزاب السياسية وإتحادات الأحزاب السياسية على قدم المساواة[11].
وتساهم الدولة في تمويل الحملات الإنتخابيةالتي تقوم بها الأحزاب السياسية المشاركة في الإنتخابات عن طريق تقديم دعم عمومي،وفي هذا الإطارصدر مرسوم تحت رقم 2.15.450 بتاريخ فاتح يوليوز 2015 يحدد كيفيات توزيع مساهمة الدولة في تمويل الحملات الإنتخابية التي تقوم بها الأحزاب السياسية المشاركة في الإنتخابات العامة الجماعية والإنتخابات العامة الجهوية[12] وكذا في الحملات الإنتخابية التي تقوم بها الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية المشاركة في إنتخاب أعضاء مجلس المستشارين وطريقة صرفها،وذلك في أطار تطبيق أحكام المادة 37 من القانون التنظيمي للأحزاب السياسية.
وقد حدد المرسوم المذكور أعلاه طريقة توزيع مبلغ المساهمة وكيفية صرفها.
كما صدر مرسوم تحت رقم 2.15.451 بتاريخ فاتح يوليوز 2015 حدد الاجال والشكليات المتعلقة بإستعمال دعم الدولة[13]،حيث حدد أوجه إستعماله فيما يلي :
* تقديم دعم مالي في شكل مبالغ تسلمها الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية لمترشحيها على سبيل المساهمة في تمويل حملتهم الإنتخابية.
* تغطية مصاريف الصحافة والطبع وتعليق الملصقات.
* تغطية مصاريف أنجاز الإعلانات الإنتخابية وتعليقها وعند الإقتضاء كراء اماكن تعليقها.
* أداء الأجورعن مختلف الخدمات وإستخدام الأشخاص للقيام ببعض الأعمال.
* تغطية مصاريف تنظيم اللقاءات و الإجتماعات العامة ذات الصلة بالحملة الإنتخابية.
* تغطية مصاريف أنجاز و بث وصلات إشهارية لها صلة بالحملة الإنتخابية عبر الإذاعات الخاصة و الأنترنت.
* إقتناء مختلف اللوازم التي تتطلبها الحملة الإنتخابية.
* تغطية مصاريف أخرى مختلفة منجزة يوم الإنتخاببإرتباط مع إجراء الإقتراع.
كما أوجب على الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية التي تلقت المساهمة على الإدلاء بالوثائق اللازمة لإثبات أوجه إستعمالالدعم،مع الإشارة إلى أنه بالنسبة للصاريف التي تعذر إثباتها يمكن قبول التصاريح بشأنها معدة ومشهود بصحتها من طرف ممثلي الهيئات المذكورة......
والجدير بالإشارة أن أموال الدعم تعتبر قانونا أموالا عامة تخضع للحماية القانونية التي وفرها المشرع لحماية المال العام،ومن بينها مراقبة المجلس الأعلى للحسابات للتأكد من إستعمالها في الأجال ووفق الشكليات المحددة من طرف الدولة للغايات التي منحت من أجلها.كما تخضع لحماية جنائية إذا كانت عرضة للإختلاس أو التبديد تأسيسا على أحكام المادة 47 من قانون الأحزاب السياسة التي تنص صراحة على ما يلي"يعد كل إستخدام كلي أو جزئي للتمويل العمومي الممنوح من طرف الدولة لأغراض غير تلك التي منح من أجلهاإختلاسا للمال العام يعاقب عليه بهذه الصفة طبقا للقانون".



















المبحث الثاني : الوسائل المستعملة في الحملات الانتخابية.
تشكل العملية التواصلية أثناء الحملات الانتخابية إحدى أهم الآليات التي تستطيع من خلالها الأحزاب السياسية تصريف خطابها السياسي و برنامجها الانتخابي، إذ تعمل هذه الأحزاب أثناء هذه المرحلة على توظيف مختلف الأساليب للوصول إلى الجسم الإنتخابي، بغرض إعلامه و إقناعه بمحتوى البرنامج الإنتخابي، وبالتالي، فالتواصل الإنتخابي إذن، هو "الإستخدام المنظم و المنسق لمختلف وسائل التواصل، لتحقيق الحد الأقصى من الدعم الإنتخابي لحزب سياسي أو مرشح أثناء العملية الانتخابية. 
ونميز هنا بين نوعين من الأساليب المعتمدة من قبل الأحزاب للترويج لبرنامجها، لمحاولة اقناع أكبر عدد ممكن من الجماهير للتصويت لصالحها، حيث يمكن تصنيفها إلى أساليب تقليدية وأخرى حديثة.
المطلب الأول : الأساليب التقليدية في الحملات الانتخابية.
سنحاول في هذا المطلب مقاربة مختلف الوسائل التقليدية التي اعتمدت عليها الأحزاب السياسية لكسب الدعم الانتخابي أثناء فترة الحملة الانتخابية، غير أنه في هذا الصدد تبرز لنا إلى جانب الأساليب الشرعية والمباحة في الترويج للحملة الانتخابية، مجموعة من الأساليب المعيبة واللاأخلاقية، التي تشوه المسار الديمقراطي وتشوه العملية الانتخابية.
الفقرة الأولى : الأساليب المشروعة في الترويج للحملة الانتخابية.
تتعدد وتتنوع هذه الوسائل ما بين السمعية والبصرية والصورية والمباشرة، ويمكن تفريعها على النحو التالي:
الفرع الأول: الوسائل السمعية ـ بصرية.
تعد الخطابات المتلفزة التي تبثها القنوات التلفزية العمومية أهم الوسائل التقليدية التي تعتمد عليها الأحزاب السياسية للتواصل غير مباشر مع الناخبين، فهي بمثابة القناة التي تمكن من إيصال الرسائل لأوسع شريحة ممكنة من المواطنين. 
ومعلوم أن للراديو والتليفزيون الأثر الأبرز في مجال الدعاية الانتخابية، فقد اتسع نطاق الاستماع والمشاهدة بالنسبة لأنشطة الحملات الانتخابية بشكل كبير، خاصة في المناظرات السياسية، وبرامح "وجها لوجه" التي تلقى حماسا وإقبالا جماهريا واسعا، خصوصا وأنها تصل إلى الناخب في بيته.
ويتطلب خوض الحملة الانتخابية من خلال الراديو والتليفزيون قدرات ومهارات خاصة متعلقة بفنّ مخاطبة الجمهور عبر الكاميرا والميكروفون، لكنه فى الآن ذاته يفتح أبوابًا أخرى للتأثير على المتلقين بسهولة تدخل فيها تقنيات المونتاج واستعمال المؤثرات[14].
و قد استفادت الأحزاب السياسية من وسائل الإعلام العمومية في الانتخابات التشريعية لسنة 2007  (خلال الفترة الممتدة ما بين 13 يونيو و 19 غشت 2007) من حوالي أكثر من 168 ساعة من البث، أما في الحملة الانتخابية الأخيرة فقد استفادت الأحزاب السياسية في الفترة الزمنية الممتدة  من 12 أكتوبر إلى 24 أكتوبر من توقيت إجمالي تجاوز 380 ساعة، شملت أكثر من 1082 برنامج تلفزي (527 نشرة تلفزية، و 555 برنامج حواري. 
وما يلاحظ في هذا الإطار، هو أن استغلال الأحزاب السياسية لوسائل الاتصال السمعي البصري خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، عرف نوعا من التطور الكبير، لا من حيث المنظومة الدستورية و القانونية، و لا من حيث تضاعف التوقيت الزمني المخصص لاستفادة الأحزاب من وسائل الإعلام العمومية بالمقارنة مع الحملات الانتخابية السابقة... 
كما يسجل أيضا بروز نوع من التوظيف الحديث للقنوات التلفزية بالمقارنة مع الإنتخابات السابقة، إذ ظهرت بعض بوادر اعتماد أحزاب سياسية بعينها (التجمع الوطني للأحرار، العدالة و التنمية و التقدم و الإشتراكية...) على وكالات متخصصة لإعداد وصلاتها الإعلانية، إذ بدت هذه الوصلات الإشهارية السياسية في شكل حديث بدل ما كان عليه في السابق حيث كانت تشكل خطابات القادة السياسيين السمة الأساسية للتواصل التلفزي مع الجسم الإنتخابي، و ظهرت معالم هذا التوظيف "الحديث" سواء من حيث الأسلوب الإخراجي للوصلة الإعلانية و التقنيات الموظفة في ذلك، أو من حيث مضمون هذه الوصلات التلفزية، إذ ركزت على تجسيد أهم المشاكل المجتمعية (البطالة، السكن و التعليم...) و ابراز طريقة التعامل معها و حلها من المنظور الحزبي. 
الفرع الثاني: التجمعات الخطابية .
يفترض على من يتعاطى للعمل السياسي أن يجيد فن التواصل ومخاطبة الجماهير، والوسيلة البديهية لتحقيق هذا الهدف هى اللغة والمنطق بمعنيهما العامين، إذ يفترض على المترشح أن يوفق في انتاج كلام صحيح، عقلاني ومؤثر[15].
 فكل رسالة سياسية يبعثها متكلم سياسى هي فى الأصل بنيات لغوية تتوسل بأساليب بلاغية وإقناعية متنوّعة، وتتطابق مع أجندة سياسية، وقد يتمّ تمريرها عبر وسيط إعلامى، ولذلك كان يستعان فى الماضى بكتّاب محترفين لكتابة وتدبيج الخطب السياسية[16].
غير أن الكتابة الاحترافية التي ينجزها الخبراء في فن التحرير والبلاغة لا تضمن نجاحا مطلقا في كل الأحوال، إذ لا توجد وصفة جاهزة متكاملة للخطبة السياسية الناجحة، بل كل ما هناك هو إطار عام مكون من مجموعة سمات أساسية لا يمكن أن تنجح الخطبة السياسية من دونها، وهي :
- الأسلوب الواضح والتراكيب البسيطة.
- العبارات والألفاظ والمعاني السهلة التي تخلو من الغموض والتعقيد.
- القدرة على الارتجال والاستشهاد وضرب المثل.
- مخاطبة عقل الجمهور عن طريق اللجوء إلى الاقتباس والتضمين بالشعر أو القرآن أو الحديث، أو الكلام المأثور بما يشد انتباه المستمعين للخطيب ولا يؤثر على المجرى العام للخطبة السياسية التي هدفها بالأساس الاقناع والاستقطاب.
غير أنه في الدول الغربية المتشبعة بقيم الديمقراطية حيث تقل فيها نسبة الأمية، يعمل خطباؤها السياسيون في التواصل مع ناخبيهم على الاستفادة من التقنيات العلمية المتطورة التي يتيحها علم النفس والاجتماع وعلوم الاتصال والدعاية والإشهار[17].
الفرع الثالث: الملصق السياسي.
الملصق السياسى شيء مصنوع ومنتقى ومُفكَّر فيه، يُصمّم بهدف استقطاب أكبر عدد من الناس وجعلهم يلتفّون حول موقف معيّن أو برنامج ما، وهو من أهم الوسائل المستعملة فى الحملات الانتخابية فى بلدان العالم الثالث، لقلّة تكلفته واتّساع انتشاره على كل الجدران المحيطة بالناخبين.
لقد تطور الملصق من شكل متواضع بسيط على ورق عادى، وموجّه لأغراض التوزيع واللصق على الجدران معًا، إلى وسيلة اتصال مرئية تجمع بين الأغراض الدعائية الإشهارية والأغراض الجمالية الفنية[18].
يتألف الملصق من أكثر من عنصر واحد، إذ يتمازج فيه كل من الرسم، الرمز، الصورة، الكتابة والكاريكاتير...ويراعى في صياغة هذه المكونات الانسجام والتكامل في إطار الوحدة الكلية للرسالة. وحتى يكون الملصق السياسي ملصقا ناجحا، يجب أن يوظف علامات واضحة ومفهومة وطريفة وجذابة، تنسجم مع منظومة قيم المجتمع ونمط الحياةالسائدة، ويراعي مسألة الذوق العام والمضامين المقبولة، كما يجب أن يتجنب التجريد والغموض المفرط والسقوط في التعقيد والتداخل والغرابة[19].
الفرع الرابع: أسلوب الصورة السياسية والشعارات[20] .
 في إطار الحملات الانتخابية، تعد الصورة أحد الأشكال التعبيرية الممتازة من ضمن العديد من الأساليب السياسية، وهي تفرض نفسها بفعالية في التظاهرات السياسية، لذلك على القائم بالاتصال في الحملات الانتخابية أن يراعي ضرورة التحكم بتقنيات الصورة السياسية بوصفها منتوجا قائما بذاته.
من هنا أخذت الصورة السياسية الشكل العام في كونها ورقة تحمل نصا مصورا تمثيليا أو خطيا، وهي موجهة لجمهور الناخبين بحيث قد تلصق في أماكن عمومية، وقد تظهر داخل صفحات الصحف، كما توزع في إطار التجمعات والتظاهرات والمسيرات.
أما عن الشعارات فهي تؤدي دورا كبيرا على أساس كونها أسلوبا ناجحا في ترسيخ أفكار المرشح لدى الجماهير، فنجاح المرشح من نجاح الشعارات التي يرددها المناصرون.


الفرع الخامس: وسائل أخرى.
الشعارات والشارات والمنشورات وأشياء أخرى كالقمصان والقبعات.. كلها مفردات تستعمل فى الدعاية الانتخابية، وتتجه جميعها إلى خلق “الصورة” المطلوبة من قبل الحزب وزعمائه ومرشحيه فى الحملات الحديثة.
وميزة هذه الوسائل أنها سهلة التوزيع، وتنتقل بسهولة من يد ليد، حيث توظف لون الحزب وأفكاره وشعاراته وصور زعمائه فى رسائل لفظية أو بصرية موجّهة للمتلقى، بل تجعل هذا الأخير وبإرادته مشارك في حمل الرسالة الدعائية وبثها حيثما ذهب.
الفقرة الثانية : الأساليب غير المشروعة في الترويج للحملات الانتخابية.
تميزت هذه الأساليب في الإبداع والتنوع، حسب البيئة والمحيط الثقافي والاجتماعي والاقتصادي لكل وسط، وقد حاولنا أن نحيط بأبرز الطرق غير المشروعة المستعملة في حصد الأصوات في مجتمع العالم النامي.
الفرع الأول : أسلوب شراء الأصوات[21] .
هو أسلوب لا أخلاقي في الحملة الانتخابية، يقوم المرشح من خلاله بإعطاء قيمة مادية أو معنوية للناخب في مقابل صوته، وترجع أسباب انتشار هذا الأسلوب في الدراسة التي قام بها كمال قاضي عن الدعاية الانتخابية والبرلمان المصري، وهي تعد نموذجا للدول النامية إذ توصل إلى الأسباب التالية :
- انخفاض المستوى الاقتصادي للناخبين.
- غياب الوعي السياسي للناخبين.
- افتقاد المرشح إلى برامج موضوعية.
- استهانة الناخب بقيمة صوته.
- انتشار الأمية.
- ضعف المستوى الأخلاقي للناخبين والمرشحين معا.
- وجود فئة سماسرة الانتخابات.
الفرع الثاني: أسلوب القسم وأخذ العهود[22] .
ومؤداه قيام المرشح بأخد عهد موثق بالقسم من قادةالرأي على الإدلاء بأصواتهم لصالحه، ومن أسباب انتشار هذا الأسلوب :
- استغلال الوازع الديني لدى العامة.
- ضمان الحصول على صوت الناخب.
- استهانة الناخب بأهمية صوته.
- ارتباط هذا الأسلوب بأسلوب شراء الأصوات.
- ضعف ثقة المرشح في نفسه وفي الناخبين.
إن الكثير من المرشحين يستخدمون هذا الأسلوب في الدول النامية، لاسيما مع الأعيان وشيوخ العشائر، بالقسم وأخذ العهد مقابل الوعد بتقديم خدمات جليلة للمنطقة وإعطاء الاهتمام للمشاكل والظروف التي يعيشها الناخبون في حالة الفوز.
الفرع الثالثة : الإطعام الجماعي كوسيلة لكسب التأييد .
يتميز تاريخ الحملات الإنتخابية بالمغرب بخاصية أساسية تجعل من الإعتماد بشكل مهم على ما يسمى ب"العرضات" وولائم الإطعام الجماعي "الزرود"  كإحدى أهم الوسائل التي توظفها جل الأحزاب السياسية أثناء الحملة الإنتخابية للحشد الجماهيري. و"العرضات" هي إحدى التقاليد المترسخة في المجتمع المغربي تقوم على أساس تنظيم ولائم و دعاوى الإحتفال بحدث مهم. و أثناء الحملات الإنتخابية ترتفع حدة هذا التقليد و تظهر بشكل غير عادي.
إن فهم هذه الظاهرة التواصلية التقليدية التي تعتمد عليها هذه الأحزاب السياسية، لا يستقيم إلا بالمعالجة السوسيولوجية، بمعنى النزول إلى واقع الحملات الإنتخابية و معاينة هذه الوسيلة التواصلية، فإذا كانت هذه "العرضات" بإعتبارها ثقافة متجذرة في عمق المجتمع المغربي و تجسد طبيعته التقليدية، فإن الولائم الظرفية التي تقيمها الأحزاب أثناء فترة الحملة الإنتخابية تعكس هذه الثقافة و تغذيها ... إلا أن ما يميز هذه الفترة هو التوظيف السياسي لهذه الولائم و جعلها كأداة تواصلية يعمل من خلالها صاحب الوليمة على استمالة الناخبين و التأثير في سلوكهم الإنتخابي... 
و تبدأ "الزرود" عادة بتناول ما جاد به صاحب الوليمة\المرشح على "المعروضين"/الناخبين، ثم مباشرة بعد ذلك يلقي المرشح خطابا يرحب من خلاله بالجمهور، و يدعوهم إلى التصويت عليه، و تختتم هذه الولائم بالدعوة للمرشح بالفوز بالإنتخابات (رفع الفاتحة).
و بالمقارنة دائما مع الحملات الانتخابية السابقة، فإن حدة الولائم في الحملة الإنتخابية الأخيرة قد قلت نوعا ما دون أن تنتهي، و حتى و إن كانت موجودة فإنها لم تعد بذلك الشكل العلني الذي كانت عليه في السابق. 
الفرع الرابع : المهرجانات الخطابية (الأسواق و المواسم) .
تعد الأسواق و المواسم قنوات تواصلية مهمة بالنسبة للأحزاب السياسية أثناء الحملة الإنتخابية، إذ تشكل هذه التجمعات البشرية سوقا انتخابيا بإمتياز، تستغله هذه الأحزاب للترويج لحملتها الدعائية... و توظف عادة أثناء هذه المواسم و الأسواق مختلف الوسائل السمعية البصرية و كذلك اللافتات و الشعارات الخاصة بالمرشح، بالإضافة إلى تلك الصورة الشعبية التي يظهر بها المرشح مع تواجد المؤيدين و الداعمين له ...و تظهر أبرز ملامح تواصل المرشحين و الناخبين من خلال الأسواق و المواسم بشكل خاص في البوادي، إذ يتم تنظيم المهرجانات الخطابية للمرشحين بالتزامن مع هكذا أوقات. 
و تلعب هذه التظاهرات دورين أساسيين، فهي من جهة، تعمل على التعريف بالمرشح المتنافس الغير معروف و الباحث عن الشهرة ، و من جهة ثانية، تخلق نوعا من التواصل بين المرشح المعروف و قاعدته الإنتخابية .
الفرع الخامس : التواصل مع الجسم الإنتخابي من خلال الرموز .
تشكل الرموز بمختلف أصنافها أداة معرفة و تواصل مهمة تؤدي وظيفتها السياسية لفرض السيادة و إعطاء صفة المشروعية. 
و بقدر الأهمية التي تكتسيها الرموز في المخيال الجماعي، بقدر ما تحرص الأحزاب السياسية على إستغلالها سواء خلال الأعياد الدينية أو من خلال الزوايا... لكسب التعاطف الشعبي و توظيفه أثناء الحملة الإنتخابية. بالإضافة إلى الإستعمال المكثف للحملات الدعائية في الأماكن الدينية ( المساجد) في ظل غياب أي إطار قانوني يمنع القيام بهذه الأعمال أثناء الحملات الإنتخابية السابقة...
 إلا أن الإطار القانوني المنظم للحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية ل 2011 حظر على الأحزاب السياسية القيام بالدعاية في أماكن العبادة، مما ساهم بطبيعة الحال في التأثير على توظيف الأماكن الدينية أثناء الحملة الأخيرة. 
الفرع السادس : أسلوب الدعاية السوداء.
الدعاية السوداء نوع من أنواع الدعاية السلبية، تعتمد على الكذب واتخاذ تشويه المنافس أساسًا للتقدم عليه وتغيير وعي الناخبين ومواقفهم النفسية والعقلية من الأطراف المنافسة، وتعتمد الدعاية السوداء على تشويه الخصم وتلفيق الاتهامات له، والكذب عليه بكل وجه، وتضخيم أخطائه لتصل إلى مستوى الخطيئة، وإثارة الشائعات المدمِّرة حوله.
ومن هنا تبدو الدعاية السوداء نوعًا من الدعاية السلبية يختلف عن غيره من أنواع الدعاية، والحقيقة فإن الدعاية السلبية تركز على الغزو النفسي والعقلي للناخب، حتى يفقد السيطرة على قيادة نفسه، وتحرمه حقّ الانتخاب الحرّ، وخاصة إذا اعتمدت على سياسة الإغراق الإعلامى الذي يحدث حتى فى أعرق البلاد الديمقراطية فى العالم.
يمكننا أن نرصد كثيرًا من الأمثلة على استخدام الدعاية السلبية – بل الدعاية السوداء – فى انتخابات الرئاسة الفرنسية الأخيرة مثلاً، فقد وصف ساركوزى منافسه فرانسوا هولاند بالكذب والتضليل وتلقى الدعم والتأييد من إسلاميين متطرفين، ووصف هولاند غريمه بأنه يقسّم فرنسا بما يتخذه من إجراءات غبية، ومن قبلُ وصفت هيلارى كلينتون منافسها السابق باراك أوباما – فى سباق اختيار مرشح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008 – بأنه “ساذج وغير مسؤول”، وهكذا...
الفرع السابع : دور العلاقات الشخصية في التواصل الإنتخابي .
تعتمد الأحزاب السياسية كذلك خلال الحملة الإنتخابية على العلاقات الشخصية، إذ توظف هذه الأحزاب شبكة من الأشخاص يشكلون وساطة بين الناخب و المرشح، و يعملون على نسج خيوط تواصلية معهم قوامها القرب و المعرفة الشخصية. 
و هكذا ينتشر مناضلو  كل حزب في مختلف الأحياء لطرق الأبواب و التعريف بالمرشح مذكرين بتاريخيه و مزاياه و مركزين على إنتمائه المحلي. فقد جرت العادة أن يترشح عضو في المنطقة التي ينتمي إليها، نظرا لأهمية تأثير ذلك على الناخبين، كلما كان المرشح معروفا  كانت حظوظه أوفر، وحتى في حالة عدم إنتمائه للمنطقة التي رشح فيها يقوم عادة عضو معروف في المنطقة أو أحد قياديي الحزب للتعريف بالمرشح و تقديمه للسكان مشيدا بخصاله و مزاياه. 
و في هذا الإطار فإن جل الأحزاب السياسية تعتمد على "مأجوري الحملات الإنتخابية" و هم عبارة عن شباب معطلين و نساء أميات حيث يرتدون ملابس خاصة بالأحزاب تحمل رمز المرشح ، ويعملون على توزيع المنشورات الورقية الخاصة بالمرشحين، و عادة ما تضفي هذه الفرق أثناء حملاتها الدعائية طابعا احتفاليا من خلال توظيف بعض الأهازيج و بعض الفرق الموسيقية، كما يقومون أيضا بجلب الأقارب... و تؤدى هذه الخدمات  مقابل ثمن يتراوح بين 100 و 300 درهم. 
و بشكل عام يعمل "مأجورو الحملات الإنتخابية" على تنشيط و تأثيث المهرجانات خطابية و اللقاءات، و ترديد الشعارات الحزبية في الشوارع و الأزقة و دعوة النساء و الأطفال و أعضاء عائلاتهم للحضور إلى التجمعات و التظاهرات التي تنظم من قبل المرشحين.
المطلب الثاني : الوسائل الحديثة في الحملات النتخابية.
تلعب المنابر الرقمية البعيدة عن مقص الرقيب، دورا مهما كوسيلة تواصلية يستفيد منها المرشحون والأحزاب السياسية في الحملات الانتخابية. وبفضل توسع عدد مستعملي الشبكة العنكبوتية، تتعاظم أهمية هذه الوسائل ويشتد الرهان عليها، إذ يمكن من خلالها توظيف الصوت والصورة والكتابة والحوارات التفاعلية مع المواطنين من أجل الترويج للخطب والبرامج السياسية للمرشحين[23].
تتألف وسائل الإعلام الحديثة من الإنترنت والهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي مثل المدونات والمدونات المصغرة (مثل تويتر..)، ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك ومواقع تبادل الفيديو مثل اليوتيوب وغيرها. بعبارة أخرى، تمثل وسائل الإعلام الحديثة مصطلحًا واسعًا يصف العديد من وسائل الإعلام التي تستخدم لأغراض كثيرة مختلفة.وتتميز الوسائل الحديثة عن التقليدية بكونها:
- عادة ما تكون تفاعلية.
- استخدامها للتقنيات الرقمية، وتقنيات الإنترنت والهواتف المحمولة.
- عادة ما تُنشأ بواسطة الجمهور ويوجهها المستخدمون.
- تعمل في الوقت الحقيقي.
- عادة ما تكون عابرة للحدود.
- قصر عمر المعلومات عادة.
- أصعب في التنظيم – والرقابة.
- عادة ما تكون البنية التحتية اللازمة للنشر أو الإذاعة أرخص في الوصول إليها بالنسبة للأفراد.
- لاتلتزم عادة بالمعايير الصحفية والأخلاقية.
ورغم أن الوسائل التقليدية في التواصل مع الناخبين ما زالت سائدة ومسيطرة في الحملات الانتخابية المغربية، إلا أنه قد ثم تسجيل ارتفاع في استعمال  الوسائل التواصلية الحديثة ، فقدوصلت "عدوى" استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال الرسائل السياسية والانتخابية إلى المغرب، إذ بدأت الأحزاب في استخدام مواقع مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" لمخاطبة الناخبين المغاربة، عوضاً عن منصة الخطابة التقليدية[24].
حيث بدأت شبكة الإنترنت تدريجيًّا فى لعب دور مهمّ كوسيلة إعلامية يستفيد منها المرشحون والأحزاب السياسية فى الحملات الانتخابية، وكلّما توسّع عدد المنخرطين فى هذه الشبكة تعاظمت أهمّيتها واشتد الرهان عليها مع مرور وقت ليس بالطويل. كما توفر هذه الوسيلة فرصًا كبيرة للاتصال، تُوظّف فيها كل الإمكانات بالصوت والصورة والكتابة عبر الإشهار والدعاية والافتتاحيات والمقالات واستطلاعات الرأى والحوارات التفاعلية مع الزائرين للمواقع الإليكترونية.
الإنترنت مجال حيوى مفتوح لتقديم صورة عن المرشح والتعريف به وبحزبه وبرامجه السياسية – عن طريق الصفحات الشخصية والمدونات والمواقع –  على أساس أن تكون هذه المواقع جذابة فعلا وتعرف كيف تخاطب زوارها وتستميلهم وتستقطبهم.
وميزة هذا المجال أنه هو البوابة المثلى لمخاطبة شريحة مهمّة من الناخبين، يصعب في العادة دفعها إلى المشاركة السياسية وإقناعها بالذهاب إلى صناديق الاقتراع، وهي شريحة الشباب[25].
إلى جانب مواقع الأحزاب الرسمية، فتحت مجموعة من الشخصيات الحزبية حسابات في المواقع الاجتماعية للتواصل مع المواطنين، كما هو الحال بالنسبة إلى التجمع الوطني للأحرار، والتقدم والاشتراكية، في حين اختار الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إطلاق قناة تلفزيونية على "اليوتيوب"، يتعرف من خلالها بالصوت والصورة إلى الحزب و أبرز محطاته ومواقفه ومرشحيه وبرنامجه الانتخابي، بينما أطلق حزب الاستقلال مواقع تفاعلية على الشبكة العنكبوتية، وتجدر الإشارة إلى أن بعض المرشحين، عمدوا إلى تسجيل عدد كبير من مقاطع الفيديو يجيب فيها على أسئلة الشباب حول برنامج حزبه الانتخابي، ويحثهم على المشاركة والتصويت لمرشحي حزبه. أما حزب العدالة والتنمية، فعمد إلى تحديث موقعه الإلكتروني حتى يستوعب كل فروع الحزب في مختلف أنحاء البلاد.[26]
بينما ذهب بعض المرشحين أبعد من ذلك، من خلال خلق مواقع الكترونية خاصة، تعرف بسيرهم الذاتية وتقربهم أكثر من المواطنين حيث اختاروا لأنفسهم طريقا مغايرا، حيث أنشأوا موقعا خاصا أو مدونة تضم مجموعة من الفيديوهات والصور واللقاءات...للتعريف بمرشحهم وقد تميزت هده المواقع بنوع من الاحترافية في إبراز "انجازات" المرشح وتاريخه، بغيت كسب التأييد ولما لا التصويت كذلك.
وقد خلقت هذه المواقع الالكترونية فظاءات موازية للحوار المدني حول الانتخابات وذلك بتقديم وعرض البرامج الانتخابية، وطرح سؤال المشاركة أو المقاطعة. وقد تمخض الحوار التفاعلي في بعض الأحيان عن عنف رمزي امتد إلى حد تبادل الشتائم والاتهامات بين مناصري الأحزاب .
كما اقترحت بعض الجرائد الالكترونية خدماتها على الأحزاب السياسية بغرض الوصول لشريحة الناخبين التي تعيش المعلومة عبر عالم افتراضي. و بالتالي أضحت هذه الأخيرة- المواقع الالكترونية- تلعب بالإضافة للمواقع الالكترونية للأحزاب دور "السكرتارية الحزبية"، من خلال تمكين الناخب والناخبة من تتبع أجندة وأنشطة الحزب والتحاور المباشر مع  بعض المرشحين وذلك عبر تهيئ أرضية للتفاعل إما عبر "الشات" المباشر أو عبر التعليق.[27]
وقد خرج التقرير الذي أعده المنتدى المدني الديمقراطي المغربي حول ملاحظة انتخابات 25 نونبر 2011 بمجموعة من الاستنتاجات فيما يتعلق بالانتخابات في العالم الافتراضي ونذكر من بينها[28] :
- انعدام الابتكار والخلق على مستوى الشكل التواصلي.
- غياب حوار تفاعلي في فضاء الانترنيت فيما بين الأحزاب حول رهانات البرامج البديلة ونجاعتها.
- غياب الجديد في خطاب الأحزاب بالرغم من ولوجها العالم الافتراضي.
- غياب المهنية في استعمال التواصل الافتراضي من طرف الفاعلين السياسيين.
قد تكون الحملات الانتخابية الالكترونية قادرة على قياس نبض الطبقة الناخبة وأخذ فكرة مسبقة عن حجم التصويت، عبر التفاعل الذي تتيحه الوسائل الحديثة، إلا أنها لن تستطيع إقناع الشباب بالمشاركة أو العكس أو المقاطعة بشكل كافي .
دور الوسائل الحديثة في الانتخابات :
هناك العديد من وجهات النظر فيما يتعلق بالأثر الكلي لوسائل الإعلام الحديثة، ولكن هناك حقيقة لا يستطيع الكثيرون إنكارها، وهي أنها زادت من العولمة، وزادت من التنظيم والتواصل بين مجتمعات الاهتمام (السياسية وغيرها) برغم بعد المسافات الجغرافية، وغيرت وجه الصحافة التقليدية، ومحت الخط الفاصل بين الاتصال المنشور والاتصال الشخصي. بالإضافة إلى ذلك، سمحت وسائل الإعلام الحديثة للأفراد والجماعات والشركات الصغيرة بتحدي احتكار الإعلام التقليدي - والذي أصبح مصدر قلقٍ متزايد لمناصري الديمقراطية في شتى أنحاء العالم - من خلال استخدام البنية التحتية للإنترنت والتي لا تعرف الحدود والرخيصة نسبيًا للتعبير عن وجهات نظر بديلة.
وسائل الإعلام الحديثة كرقيب.
يستخدم المواطنون وسائل الإعلام الحديثة لرصد التزوير الانتخابي. ففي انتخابات عام 2012 في المكسيك، استخدمت شبكات التواصل الاجتماعي في كشف النقاب عن شراء الأصوات، متضمنًا نشر مقطع الفيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي يبين مخزنًا لهدايا من منتجات البقالة، زعم أنها كانت معدة لرشوة الناخبين. بالإضافة إلى ذلك، "أنشأت ثلاث مجموعات على الأقل...مواقع معقدة يسمح للمواطنين من خلالها برفع الشكاوى ومقاطع الفيديو أو غيرها من المواد لتوثيق التجاوزات الانتخابية. كما كانت هناك أيضًا مواقع للتواصل الاجتماعي للإبلاغ عن مزاعم التزوير بشكل لحظي[29]. كمثال آخر، في الانتخابات الرئاسية عام 2012 في روسيا، أنشأ الناشطون منصة جديدة للتواصل الاجتماعي تسمى "مجلس المواطنين" مصممة خصيصًا لربط جميع الجماعات الاجتماعية معًا لرصد الانتخابات[30].
كما تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتحسين سلوك المرشحين وتحسين التفاعل بين المرشح والناخب. فمثلا في ماليزيا عام 2012، طلبت منظمة الشفافية الدولية من جميع مرشحي الانتخابات توقيع "تعهد انتخابي" طوعي. وكان الغرض من التعهد هو الإقرار بأن مكافحة الفساد وممارسة الحكم الرشيد والالتزام بسيادة القانون تعد مسؤولية كل مرشح. كما يؤكد التعهد على الدور المحوري الذي يقوم به المواطنون في رصد سياسييهم من خلال توفير منصة يمكن للجمهور من خلالها ممارسة الرصد والتعليق على أداء المرشحين[31]. الأمر غير المألوف في هذا التعهد كان أنه  ألزم المرشحين بفتح حسابات على مواقع الفيسبوك وتويتر للتفاعل مع الناخبين من خلالها.
يتحسن دور الرقيب للإعلام بشدة من خلال استخدامه لوسائل الإعلام الحديثة سواء كمصدر للمعلومات أو كوسيلة لتغطية الانتخابات. من خلال رصد خطاب وسائل التواصل الاجتماعي، ومراقبة المنشور في صحافة الأفراد، وإنشاء وسائل إعلام جديدة خاصة بهم من خلال المدونات أو المدونات المصغرة على المواقع الإلكترونية للإعلام الرسمي، أصبحت تحقيقات الانتخابات التي تجريها وسائل الإعلام التقليدية أسرع، وأكثر تنوعًا وتفاعلاً.
وسائل الإعلام الحديثة كمُثقِّف للجمهور.
نظرًا لخصائص وسائل الإعلام الحديثة التي تتسم باللامركزية واستخدام الوسائط المتعددة والتفاعلية، فقد فتحت المجال أمام إمكانية استخدامها كأداة للتثقيف جماهيري. على سبيل المثال، استخدمت هيئات إدارة الانتخابات والمنظمات الدولية لنشر الديمقراطية، ومجموعات المجتمع المدني وغيرها مواقع اليوتيوب وغيرها من المواقع التي تنشر مقاطع الفيديو، على نطاق واسع لتبادل مقاطع الفيديو الرامية إلى التوعية المدنية وتوعية الناخبين.
تمتلك هيئات إدارة الانتخابات حسابات على الفيسبوك لإجتذاب الناخبين الجدد وتوفير المعلومات للناخبين الحاليين، بالإضافة إلى استقاء التعليقات. فعلى سبيل المثال، تنشر مفوضية الانتخابات في المملكة المتحدة تغريدات كل يومٍ تقريبًا على تويتر تتضمن إعلانات عن المواعيد الرئيسية وإرشادات ومقتطفات من التقارير التي تصدرها وما إلى ذلك[32].
وسائل الإعلام الحديثة كمنبر للحملات الانتخابية[33]
يستمر نمو الاستخدام الخلاق لوسائل الإعلام الحديثة في الحملات الانتخابية، ويستخدم الناخبون والأحزاب الآن نطاق كامل من الأدوات المخصصة لجذب الناخبين. وبالطبع تمتلك العديد من الأحزاب السياسية والمرشحين مواقعهم الإلكترونية الخاصة بهم والتي يغلب عليها طابع التطور بدرجات متفاوتة.
فقد استخدم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون موقع "ويب كاميرون"، وهي يوميات مصورة بالفيديو تبث من خلال الإنترنت، لجذب الناخبين في انتخابات المملكة المتحدة عام 2010 وما بعدها. واستخدمت جميع الأحزاب في المملكة المتحدة إعلانات في صورة مقاطع فيديو تنتشر "إنتشاراً واسعًا" من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت، كجزء رئيسي من حملاتها الانتخابية في نفس الانتخابات. وقد استخدم باراك أوباما وسائل التواصل الاجتماعي بصورة مشهورة لجمع المال ونشر رسائله الانتخابية في حملته الانتخابية الناجحة لرئاسة الولايات المتحدة عام 2008، والتي وصفها البعض بأنها أول "انتخابات من خلال الفيسبوك".
وطبقًا لأحد المقالات الإخبارية، ذكر 60% من الأشخاص الذين كانوا يستعدون للتصويت في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة عام 2012 أنهم ينتظرون من المرشحين تواجدًا مكثفًا على شبكة الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي حقيقة أن وسائل الإعلام الحديثة أرخص في بعض السياقات لإجراء الحملات الانتخابية بالمقارنة بالإعلام التقليدي إلى أن تنال الأحزاب الصغيرة "حجمًا أكبر من حجمها الحقيقي" على صعيد الظهور الانتخابي، ولكن لا نزال بحاجة إلى إثبات أن هذه الميزة تؤدي إلى أداء انتخابي أفضل. 
الخاتمة:
لقد أبانت الممارسة السياسة ومنذ فجر الاستقلال على العديد من المظاهر البعيدة عن كل ما هو أخلاقي وديمقراطي، سواء من حيث الأحزاب السياسية ولا من طرف الدولة باعتبارها الحامي الرسمي لجميع مراحل العملية الانتخابية، فرغم تحديث المنظومة القانونية والظوابط المتعلقة بالحملات الانتخابية إلى أنه يتجلى وذلك بملاحظة هذه العملية، أن الأحزاب السياسية دائما ما تلجأ إلى أساليب غشيمة أثناء الحملات، وحتى في عمليات الاقتراع، ومن كل هذه المنطلقات ولدورنا كباحثين داخل إطار الشأن العام المحلي، ارتأينا أن نقدم توصيات مرتبطة أساسا بموضوع الحملات الانتخابية ووسائل الاتصال الحديثة، وذلك من خلال النقط الآتية :
-        ضرورة التشديد على المتلاعبين بالعقول سواء من حيث الارتشاء أو الاستغباء.
-        سن القوانين المتعلقة باستعمال وسائل الاتصال الحديثة وترشيد العمل بها.
-        ضرورة تخليق العمل السياسي والعملية الانتخابية خصوصا، وجعلها تحت أنظار القضاء.
-        إعادة النظر في التمويل المقدم للأحزاب السياسية داخل إطار الحملة الانتخابية.


[1] - داود الباز حق المشاركة في الحياة السياسية القاهرة دار النهضة العربية 2002 ص 42
[2]-  عبد الهادي الجوهري دراسات في العلوم السياسية وعلم الاجتماع السياسي ط 8 الإسكندرية المكتبة الجامعية 2001 ص 151 .
[3] - عبد الهادي الجوهري دراسات في العلوم السياسية وعلم الاجتماع السياسي مرجع سابق ص 151.
[4]- عبدو سعد وآخرون النظم السياسية دراسة حول العلاقة بين النظام السياسي والنظام الانتخابي بيروت منشورات الحلبي الحقوقي 2005 ص 27
[5] - محمد زين الدين القانون الدستوري والمؤسسات السياسية   لم يتم ذكر دار النشر الطبعة 2 ص 277
[6] - نور الدين رحو القضاء الدستوري ورقابته على الانتخابات التشريعية المباشرة رسالة الماستر في القانون العام جامعة محمد الأول  بوجدة  سنة 2012-2013 ص 79 .
[7]  الفصل 11 من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 .
- المادة 34 من القانون التنظبمي رقم 59.11  والمادة 32 من القانون التنظيمي رقم 28.11.[8]
- ج.ر.ع 6374 بتاريخ 2 يوليوز 2015،الصفحة 6149.[9]
- المادة 38 من القانون 59.11 والمادة 35 من القانون 28.11.[10]
- المادة 40 من القانون 59.11 السالف الذكر.[11]
- ج.ر.ع 6374 بتاريخ 15 رمضان 1436 (2 يوليوز 2015) ص 6145.[12]
- ج.ر.ع.6374 بتاريخ 15 رمضان 1436(2 يوليوز2015)،ص 6146. [13]
[14] - مي مجدي، الدعاية الانتخابية، تاريخ التسويق السياسي والسباق إلى كراسي الحكم، مقال منشور بعنوان http://cairodar.youm7.com/225535/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B3
[15] - عبد الإله بوحمالة، الحملة الانتخابية: فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية، مقال منشور بعنوان www.alhiwarmoutamaden.com
[16] - مي مجدي، الدعاية الانتخابية، تاريخ التسويق السياسي والسباق إلى كراسي الحكم، مقال منشور بعنوان http://cairodar.youm7.com/225535/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B3
[17] - عبد الإله بوحمالة، الحملة الانتخابية: فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية، مقال منشور بعنوان www.alhiwarmoutamaden.com
[18] - مي مجدي، الدعاية الانتخابية، تاريخ التسويق السياسي والسباق إلى كراسي الحكم، المرجع السابق.
[19] - عبد الإله بوحمالة، الحملة الانتخابية: فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية، مقال منشور بعنوان www.alhiwarmoutamaden.com
[20] - كمال محمد محمد الأسطل، فن وعلم وتقنيات إدارة الحملات الانتخابية كيف تدير حملة انتخابية ناجحة، مقال منشوربموقع http://k-astal.com/index.php?action=detail&id=58
[21] - كمال محمد محمد الأسطل، فن وعلم وتقنيات إدارة الحملات الانتخابية كيف تدير حملة انتخابية ناجحة، مرجع سابق.
[22] - كمال محمد محمد الأسطل، فن وعلم وتقنيات إدارة الحملات الانتخابية كيف تدير حملة انتخابية ناجحة، مرجع سابق.
[23]- أم كلثوم جمال الدين، الوسائل الحديثة للتواصل الانتخابي –استحقاقات 25 نونبر- نموذجا، مقال منشور بعنوان http://www.hibapress.com/details-13501.html
[24] - أم كلثوم جمال الدين، الوسائل الحديثة للتواصل الانتخابي –استحقاقات 25 نونبر- نموذجا، مرجع سابق.
[25] - عبد الإله بوحمالة، الحملة الانتخابية فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية، مرجع سابق.
[26] - أم كلثوم جمال الدين، الوسائل الحديثة للتواصل الانتخابي –استحقاقات 25 نونبر- نموذجا، مرجع سابق.
[27] - أم كلثوم جمال الدين، الوسائل الحديثة للتواصل الانتخابي –استحقاقات 25 نونبر- نموذجا، مرجع سابق.
[28] - عبد الإله بوحمالة، الحملة الانتخابية فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية، مرجع سابق.
[29] - ”Worries about vote-buying despite Mexican reform,” The Guardian, الأحد 1 يوليو/تموز, 2012, http://www.guardian.co.uk/world/feedarticle/10314939
[30] - تايسيا بيكبولاتوفا “Russian Election: With Watchdog Website, Students Channel The Power Of The People,” Worldcrunch, 24 فبراير/شباط, 2012.Http://Www.Worldcrunch.Com/New-Website-Hopes-Be-Russian-Elections-Monitoring-Facebook/4754
[31] -  ميليسيا أونغ “Keeping elections clean: TI-Malaysia launches Election Integrity Pledge,” منظمة الشفافية الدولية, 19 يونيو/حزيران, 2012,http://blog.transparency.org/2012/06/19/keeping-elections-clean-ti-malaysia-launches-election-integrity-pledge/
[32] - “Electoral Commission @ElectoralCommUK” مفوضية الانتخابات في المملكة المتحدة صفحة تويتر, تم الدخول إلى الموقع في 24 أغسطس/آب, 2012, http://twitter.com/ElectoralCommUK/
[33] - http://aceproject.org/ace-ar/topics/me/meb/mab02e

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *